بقلم رولا القط
مع تسلم بزشکیان منصبه كرئيس للنظام الإيراني، يثور تساؤل حاسم حول ما إذا كان سيقوم بوقف تدخلات النظام الإيراني وإشعال الحروب في المنطقة. الواقع، ومع نظام ولاية الفقيه، يتم تعيين الرئيس أولاً من قبل ولي الفقيه وثانياً هو منفذ لسياسات ولاية الفقيه فقط. وقد أعلن بزشکیان نفسه أنه سيتبع خط خامنئي.
يعاني المجتمع الإيراني من وضع حرج بسبب الفقر، الغلاء، البطالة، والتضخم والركود الاقتصادي. وعلى الصعيد الدولي، تتفاقم الأوضاع بسبب تدخلات إيران فلسطين، لبنان، اليمن والعراق ما أدى إلى عزل النظام وزيادة الطابع العدواني في طهران. في خطوة تكتيكية، تم استخراج شخصية غير مهمة تدعي الإصلاح من صناديق الانتخابات لتصبح رئيساً للنظام.
يهدف خامنئي، من خلال جلب بزشکیان، إلى تحقيق هدفين رئيسيين:
- السيطرة على الوضع الانفجاري في المجتمع وقمع الانتفاضات القادمة بشكل مؤقت.
- خداع الدول الغربية، وخاصة الأوروبية، من خلال جلب شخصية تبدو معتدلة في إيران للحصول على فرصة جديدة للمفاوضات وكسب الوقت للنظام والحصول على امتيازات من الدول الأوروبية ورفع العقوبات.
لكن، على عكس تصور خامنئي، أدركت الدول الغربية من خلال تجاربها السابقة أن “المعتدل” و”الإصلاحي” في النظام الإيراني حيث خامنئي هو الكلمة الأخيرة، هو مجرد مزحة. لذلك، على الرغم من أنهم هنأوا بقدوم بزشکیان، لم يقعوا في فخ خامنئي حتى الآن.
النتيجة هي أن رأس الأفعى العدواني في طهران لا يريد ولا يستطيع التوقف عن إشعال الحروب في المنطقة، لأن استراتيجية خامنئي لبقاء نظامه تقوم على القمع في الداخل وإثارة الأزمات في الخارج. وقد أكد خامنئي والشخصيات الرئيسية في الحرس الثوري مرارًا وتكرارًا أنه إذا لم يقاتلوا في دمشق، لبنان واليمن، فسوف يضطرون للقتال مع أعداء النظام في شوارع طهران غدًا.